الأربعاء، 30 سبتمبر 2009

الصــــــــــــــــــــــــــدق

يحكى أن رجلا كان يعصى الله سبحانة و كان فيه كثير من العيوب ، فحاول أن يصلحها ، فلم يستطيع ، فذهب إلى عالم و طلب من وصية يعالج بها عيوبة ، فأمره العالم أن يعالج عيباً واحداً و هو الكذب ، و أوصاه بالصدق فى كل حال ، و أخذ من الرجل عهداً على ذلك و بعد فترة أراد الرجل أن يشرب خمراً فاشتراها و ملأ كأساً منها ، و عندما رفعها إلى فمه قال : ماذا أقول للعالم إن سألنى هل شربت خمراً ؟ فهل أكذب عليه ؟ لا ، لن أشرب الخمر أبداً .
و فى اليوم التالى أراد الرجل أن يفعل ذنباً آخر ، لكنه تذكر عهده مع العالم بالصدق . فلم يفعل الذنب ، وكلما أراد الرجل أن يفعل ذنباً امتنع عن فعله حتى لا يكذب على العالم ،
و بمرور الأيام تخلى الرجل عن كل عيوبه بفضل تمسكه بخلق الصدق .
ماهو الصدق :
الصدق هو قول الحق و مطابقة الكلام للواقع و قد أمر الله تعالى بالصدق فقال " يا أيها الذين أمنو اتقوا الله و كونو مع الصادقين" التوبة119
و يقول الله عز وجل " و من اصدق من الله قيلا" النساء122 فلا أحد أصدق منه قولا ، و أصدق الحديث كتاب الله تعالى و قال تعالى " هذا ما وعدنا الله و رسوله و صدق الله و رسوله " الاحزاب 22
صدق الأنبياء :
أثنى الله على كثير من أنبيائه بالصدق ، فقال تعالى عن نبى الله إبراهيم " واذكر فى الكتاب إبراهيم إنه كان صديقاً نبياً " مريم 54
و قال الله تعالى عن يوسف " يوسف أيها الصديق " يوسف 46
و قال عن إدريس " واذكر فى الكتاب إدريس إنه كان صديقاً نبياً "مريم 56
و كان الصدق صفة لازمه للرسول صلى الله عليه وسلم ، وكان قومه ينادونه بالصادق الأمين و لقد قالت له السيدة خديجة رضى الله عنها عند نزول الوحى عليه : إنك لتصدق الحديث
الصدق فى الظاهر و الباطن :
الصدق بمعناه الضيق مطابقة منطوق اللسان للحقيقة و بمعناه الأعم مطابقة الظاهر للباطن ، فالصادق مع الله و مع الناس ظاهره كباطنه ، و لذلك ذكر المنافق فى الصورة المطابقة للصادق قال تعالى "ليجزى الله الصادقين بصدقهم و يعذب المنافقين" الاحزاب 24
انواع الصدق :
المسلم يكون صادقاٌ مع الله و صادقاً مع الناس و صادقاً مع نفسه .
الصدق مع الله : وذلك بإخلاص الأعمال كلها لله ، فلا يكون فيها رياء و لا سمعه ، فمن عمل عملا لم يخلص فيه النيه لله لم يتقبل الله منه عمله و المسلم يخلص فى جميع الطاعات بإعطائها حقها و أدائها على الوجه المطلوب منه .
الصدق مع الناس : فلا يكذب المسلم فى حديثه مع الاخرين ، و قد روى أ، النبى صلى الله عليه و سلم قال "كبرت خيانه أن تحدث أخاك حديثاً ، هو لك مصدق ، وأنت له كاذب " أحمد
الصدق مع النفس : فالمسلم الصادق لا يخدع نفسه ، و يعترف بعيوبه و أخطائه و يصححها ، فهو يعلم أن الصدق طريق النجاة ، قال صلى الله عليه وسلم " دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، فإن الكذب ريبة و الصدق طمأنينة " الترمذى
الصدق مرتبط بالايمان :
و لما للصدق من رابطه قوية بالايمان ، فقد جوز رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقه من المؤمن مالا يحمد من الصفات ، غير أنه نفى أن يكون المؤمن منظنه الوقوع فى الكذب ، لاستبعاد ذلك منه ، و قد سأل الصحابه فقالوا : ( يا رسول الله أيكون المؤمن جباناً؟ قال "نعم" ، فقيل له : أيكون المؤمن بخيلاً ؟ قال نعم ، قيل له : أيكون المؤمن كاذباً ؟ قال "لا" ) رواه الإمام مالك .
و يقول النبى صلى الله عليه وسلم " إن الصدق يهدى الى البر ، و إن البر يهدى الجنه ، و أن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً ، و إن الكذب يهدى الى الفجور ، واإن الفجور يهدى الى النار ، وإن الرجل ليكذب ، حتى يكتب عند الله كذاباً "متفق عليه
فأحرى بكل مسلم وأجدر به أ، يتأسى برسول الله صلى الله عليه و سلم فى صدقه ، و أ، يجعل الصدق صفه دائمه له ، و ما أجمل قول الشاعر :
عليك بالصدق و لو انه
أحرقك الصدق بنار الوعيد
وابغ رضا المولى ، فأشقى الورى
من أسخط المولى وأرضى العبيد
وقال الشاعر :
و عوّد لسانك قول الصدق تخط به
إن اللسان لما عوّدت معتاد
و أخيراً اختم بآية تزلزل القلوب ، قال الله تعالى " ليسأل الصادقين عن صدقهم..." الاحزاب 8
فما بالك " بالكاذبيـــــــــن " و هو عنوان البوست القادم إن شاء الله
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا و يزيدنا علماً

الخميس، 24 سبتمبر 2009

اخلاق حيرتنى


اولا احب ابدأ بأنى اقول لكم كل سنة وانتم طيبين بمناسبة عيد الفطر المبارك تقبل الله منا و منكم هذا الشهر الكريم
و ابعث تهنئتى الى جميع اصدقائى المدونين الذين طالما افتقدتهم فى هذا الشهر
ندخل فى الموضوع بصراحة راودتنى بعض الافكار بخصوص اناس كثيرين اتعامل معهم و اناس لا اتعامل معهم يشكلوا المجتمع الذى نعيش فيه فأرى هذا يكذب على هذا و هذا يغتاب هذا و هذه تعق امها و ابيها و هذا لا يملك غضبه عن هذا و هذا و هذا و هذه .
هذا هو مجتمعنا الذى قد غابت فيه اخلاق كثيرة جداً الا لمن رحم ربى من اللذين هم متمسكين بالاخلاق الطيبه اسوة بالرسول و الصحابه و السلف الصالح .
و اردت ان استفاد و افيدكم من خلال سلسلة مواضيع تخص هذا الموضوع و هو الاخلاق تعريفها و حتى نفهمها كما ينبغى و قصص واقعية تخص كل خلق و نصائح للتحلى بهذه الخلق الجيدة و البعد عن الخلق السيئة .
و ابدأ هذه السلسلة بخلق هامه جداً و هى اساس كل الخلق الحميدة و هى خلق الرسول صلى الله عليه وسلم و هى ( الصدق )
و هو عنوان البوست القادم إن شاء الله